کد مطلب:240911 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:130

ان الذی یمون الحمار یمون البرذون
روی الشیخ بإسناده إلی ابن طیفور المتطبب قال:

«سألنی أبوالحسن علیه السلام أی شی ء تركب؟ قلت: حمارا، فقال: بكم ابتعته؟ قلت: بثلاثة عشر دینارا، فقال: إن هذا هو السرف، أن تشتری حمارا بثلاثة عشر دینارا و تدع برذونا؟ قلت: یا سیدی إن مؤونة البرذون أكثر من مؤونة الحمار، قال: فقال: إن الذی یمون الحمار یمون البرذون، أما علمت أن من ارتبط دابة متوقعا به أمرنا و یغیظ به عدونا و هو منسوب إلینا أدر الله رزقه، و شرح صدره، و بلغه أصله، و كان عونا علی حوائجه». [1] .

الحمار یعرفه كل إنسان، و (البرذون) بكسر الباء الموحدة و بالذال المعجمة: هومن الخیل الذی أبواه أعجمیان، و الأنثی برذونة، و الجمع براذین. [2] و البغل هو البرذون الفحل قال الدمیری: البغل معروف و كنیته أبوالأشحج و أبوالحرون و أبوالصقر و أبوقضاعة و أبوقموص و أبوكعب و أبومختار و أبوملعون، و یقال له: ابن باهق، و هو مركب من الفرس و الحمار، و لذلك صار له صلابة الحمار و عظم آلات الخیل، و كذلك شحیجه: أی صوته، مولد من صهیل الفرس و نهیق الحمار، هو عقیم لایولد له... و إذا كان الذكر حمارا یكون شدید الشبه بالفرس، و إذا كان الذكر فرسا یكون شدید الشبه بالحمار.

و من العجیب أن كل كل عضو فرضته منه یكون بین الفرس و الحمار و كذلك أخلاقه لیس له ذكاء الفرس و لابلادة الحمار، و یقال: إن أول من أنتجها قارون و له صبر الحمار و قوة الفرس، و یوصف برداءة الأخلاق و التلون لأجل بالتركیب و ینشد فی ذلك قوله:



خلق جدید كل یو

م مثل أخلاق البغال





[ صفحه 124]



لكنه مع ذلك یوصف بالهدایا فی كل طریق یسلكه مرة واحدة و هو مع ذلك مركب الملوك فی أسفارها و قعیدة الصعالیك فی قضاة أوطارها مع احتماله للأثقال و صبره علی طول الإیغال و فی ذلك یقال:



مركب قاض و إمام عدل

و عالم و سید - و - كهل [3] .



- یصلح للرحل و غیر الرحل -

و قال فی البرذون: كنیته أبوالأخطل كنی و لخطل أذنیه و هو استرخاؤهما بخلاف أذن الفرس العربی و هو الذی أبواه أعجمیان، و الأعجمی من الناس: الذی لایفصح الكلام عجمیا كان أو عربیا ألا تراهم قالوا: زیاد الأعجم لعجمة كانت فی لسانه و هو عربی.

و قال فی خواصه إذا شربت امرأة دم برذون لم تحمل أبدا، و زبله یخرج المشیمة و الجنین المیت لخاصیة فیه، و إذا جفف و ذر منه فی الأنف حبس الرعاف، و إذا ذر علی الجراحات حبس الدم، و قال: البرذون فی المنام خصومة و قیل غلام و یعبر أیضا برجل أعجمی و یعتبر أیضا بامرأة فمن سرق برذونه طلق زوجته [4] .

و قال الجاحظ:

البراذین و البغال و الحمیر و أشباه ذلك من ذوات الشعر، [5] و قال: البراذین و العتاق كلها خیل [6] و قال: البراذین عند الفرس ضأن الخیل، [7] و أن الأنثی أشد أكلا من الذكر. قیل لبعض الأعراب: أی شی ء آكل؟ قال: برذونة رغوث. [8] .

أقول: للبرذون خلال أخری ذكرها بعض الكتاب نقتصر علی بعض الأمثال



[ صفحه 125]



المضروبة فی ذلك، قال الثعالبی: (البغل الهرم لایفزعه صوت الجلجل)، (قیل للبغل: من أبوك؟ قال: الفرس خالی)، (فلان بغلة أبی دلامة): لكثیر العیوب، (فی سبیل الله سرجی و بغلی) فیمن یتصدق بمافاته و خاب، (ارتفع عن ذلة العیر، و اتضع عن خیلاء الخیل، و خیر الأمور أوساطها) [9] .

و قد قیل فی الحمار أیضا نبذ من الكلمات المثلیة منها (لایأبی الكرامة إلا الحمار)، [10] (كحمار القصار إن جاع شرب، و إن عطش شرب).

-بال الحمار فاستبال أحمرة-



كم من حمار علی جواد

و من جواد علی حمار



إن الحمار مع الحمار مطیة

فإذا خلوت من فبئس الصاحب [11] .



و قوله تعالی: «و الخیل و البغال و الحمیر لتركبوها و زینة»، [12] مقدما الأولی علی الثانیة و الثانیة علی الثانیة و فیه دلالة علی أوساطیة البغال التی هی خیر

و لعل الحدیث المبحوث ینظر إلی البرذون و هو البغل أو النوع الخاص منه علی البیان الآنف الذكر ركوبه الخروج من الخیلاء الحاصلة من الخیل و الترفع عن الا تضاع من ركوب الأحمرة، و أن الله جل و جلاله الكافل للمؤمن الكثیرة و القلیلة و أن الذی یمون الحمار یمون البرذون و نظیره المثل الصادقی: «إن رب الماء رب الصعید»، و الآخر: «فإن رب الماء رب التراب»، [13] فی كون الطهارة الترابیة كالطهارة المائیة مجزیة و مسقطة للتكلیف.



[ صفحه 126]




[1] الكافي 535:6.

[2] مجمع البحري في (برذ) و في لغة الفرس: (ستور، و أسب تاتاري). منتهي الأرب، في (برذون).

[3] حياة الحيوان 195:1. و في المصدر (كهل) بلاو او و اللازم ثبوتها.

أقول في حديث أبي هاشم الجعفري حرف القاف مع الدال من الحكم الرضوية ذكرنا حديث الهادي عليه السلام و دعاءه لأبي هاشم الجعفري و لبرذونه فراجع فإنه يمس المقام بعض المساس.

[4] حياة الحيوان، 168:1 و 172.

[5] الحيوان 484:5.

[6] الحيوان 202:3.

[7] الحيوان 152:1.

[8] الحيوان 112:1، رغوث: مرضعة.

[9] التمثيل و المحاضرة 342. و المثل السائر من (الأمثال النبوية) 393:1، حرف الخاء مع الياء.

[10] التمثيل و المحاضر 343. و حرف اللام مع الألف من الأمثال العلوية.

[11] التمثيل و المحاضرة 345 - 344.

[12] النحل: 8.

[13] الوسائل 984:1، باب 14 من أبواب التيمم، الحديث 15 و 13. و في الباب أحاديث أخر.